فصل: كتاب الدعاء:

.حديث في تفضيل الذكر على الجهاد:

- أَنبَأنا ابن ناصِرٍ، قال: أخبرنا أَبُو غالِبٍ الباقِلانِيُّ، قال: حَدَّثنا البَرقانِيُّ، قال: حَدَّثنا الدارقُطني، عَن عَبدِ الحَمِيدِ بنِ صالِحٍ، عَن أَبِي شِهابٍ الحَناطِ، عَن يَحيَى بنِ سَعِيدٍ، عَن سَعِيدِ بنِ المُسَيِّبِ، عَن مُعاذٍ، عَن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال: «لأَن أَذَكُرَ اللَّهَ مِن بَكرَةٍ إِلَى اللَّيلِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِن أَن أَحمِلَ عَلَى جِيادِ الخَيلِ مِن بَكرَةٍ إِلَى اللَّيلِ».
قال المُؤَلِّفُ: هَذا حديث لاَ يَصِحُّ مرفوعًا، إنما هو كلام مُعاذِ موقوف عليه.
قال الدارقطني: الموقوف أصح، حَدَّثنا به مُحمد بن ناصر، قال: أخبرنا طراد بن مُحمد، قال: أَخبرنا أَبُو الحُسَين بن بشران، قال: حَدَّثنا ابن صفوان، قال: حَدَّثنا أَبُو بَكر القُرَشِيّ، قال: حَدَّثنا خلف بن هشام، قال: حَدَّثنا حَماد بن زَيد، عن يَحيَى بن سَعِيد، عن سَعِيد يعني ابن المسيب، قال: قال مُعاذ: لأن أذكر الله تعالى من بكرة إِلَى الليل أحب إلي من أن أحمل على جياد الخيل فِي سبيل الله عَز وجلَّ من بكرة إلى الليل.

.حديث في أن الذكر جلاء القلب:

- أَخبرنا إِسماعِيلُ بن أََحمَدَ، قال: أَخبرنا ابن مَسعَدَةَ، قال: أَخبرنا حَمزَةُ بن يُوسُفَ، قال: أَخبرنا أَبُو أَحمد ابن عَدِيٍّ، قال: أَخبرنا الحَسن بن سُفيان، قال: حَدَّثنا مُحَمد بن عَبدِ الله بنِ شابُورَ الرَّقِّيُّ، قال: حَدَّثنا إِبراهيم بن عَبدِ السَّلامِ، قال: حَدَّثنا عَبد العَزِيزِ بن أَبِي رَوادٍ، عَن نافِعٍ، عَن ابنِ عُمر، عَن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ القُلُوبَ تَصدَأُ كَما يَصدَأُ الحَدِيدُ إِذا أَصابَهُ الماءُ، قالُوا: يا رَسُولَ الله، وما جِلاؤُها؟ قال: كَثرَةُ ذِكرِ الله».
قال المُؤَلِّفُ: هَذا حديث مشهور بعبد العَزِيز، معروف برواية عَبد الرحيم بن هارون الغساني عَنهُ، وقد سرقه منه إِبراهِيم.
فأما عَبد العَزِيز:
فقال ابن حِبَّان: كان يحدث على التوهم والنسيان فسقط الاحتجاج به.
وأما عَبد الرحيم:
فقال الدارقطني: متروك الحديث، وكان يكذب.
وأما إِبراهِيم:
فقال ابن عدي: كان يحدث بالمناكير، قال: وعندي أنه يسرق الحديث.
حديث آخَرُ:
- أَنبَأنا أَبُو بَكر بن عَبدِ الباقِي، قال: أَنبَأَنا الجَوهَرِيُّ، عَن الدارَقُطنِيِّ، عَن أَبِي حاتِمٍ البَستِيِّ، قال: أخبرنا مُحَمد بن الحَسَنِ اللَّخمِيُّ، قال: حَدَّثنا أَحمد بن زَيد الخَزازُ الرَّملِيُّ، قال: حَدَّثنا ضَمرَةُ، قال: حَدَّثنا يَحيَى بن راشِدٍ، عَن أَبانَ، عَن أَنَسِ بنِ مالِكٍ، قال: قال رَسول الله صلى الله عليه وسلم: «اسمُ الله الأَعظَمِ قَولُ العَبدِ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ بِأَن لَكَ الحَمدُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنتَ بَدِيعُ السَّماواتِ والأَرضِ ذُو الجَلالِ والإِكرامِ، ثُمَّ قال: والله إِنَّها اسمُ الله الأَعظَمِ الَّذِي إِذا سُئِلَ به أَعطَى، وإِذا دُعِيَ به أَجابَ».
قال أَبُو حاتم: كان أبان يجالس الحَسَن فيسمع كلامه ثُمَّ يروي عن أَنَس، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو لا يعلم.

.حديث في فضل التسبيح:

- أَخبرنا إِسماعِيلُ بن أَحمد، قال: أَخبرنا ابن مَسعَدَةَ، قال: أَخبرنا حَمزَةُ بن يُوسُفَ، قال: أَخبرنا أَبُو أَحمد ابن عَدِيٍّ، قال: حَدَّثنا جَرهَدٌ، قال: حَدَّثنا أَبُو أُمَيَّةَ، قال: حَدَّثنا جَعفَرُ بن جِسرِ بنِ فَرقَدٍ، عَن أَبِيه، عَن ثابتٍ، عَن أَنَسٍ، قال: قال رَسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَن قال: سُبحانَ الله وبِحَمدِهِ غَرَسَ اللَّهُ لَهُ أَلفَ ألف نَخلَةٍ فِي الجَنَّةِ، أَصلُها ذَهَبٌ، وفَرعُها ورِقٌ، وطَلعُها كَثَديِ الأَبكارِ، أَحلَى مِنَ العَسَلِ وأَليَنَ مِنَ الزُّبدِ، كُلَّما أُخِذَ مِنها شَيءٌ عادَ كَما كان».
قال المُؤَلِّفُ: هَذا حديث لاَ يَصِحُّ، وقد ذكر الجرح فِي جسر وابنه آنفًا.

.حديث في ثواب الحوقلة:

- أَخبرنا إِسماعِيلُ بن أَحمد، قال: أَخبرنا ابن مَسعَدَةَ، قال: أَخبرنا حَمزَةُ بن يُوسُفَ، قال: أَخبرنا أَبُو أَحمد ابن عَدِيٍّ، قال: حَدَّثنا أَحمد بن مُحَمد بنِ عَبدِ الكَرِيمِ، قال: حَدَّثنا مُحَمد بن سَهلِ بنِ عَسكَرٍ، قال: حَدَّثنا عَبد الرَّزاقِ، قال: أَخبرنا بِشرُ بن رافِعٍ، عَن ابنِ عَجلانَ، عَن أَبِيه، عَن أَبِي هُرَيرَةَ، قال: قال رَسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا حَولَ ولا قُوَّةَ إِلاَّ بِالله يَدفَعُ عَن صاحِبِها تِسعَةً وتِسعِينَ داءً أَدناها الهَمُّ».
قال المُؤَلِّفُ: هَذا حديث لاَ يَصِحُّ.
قال ابن حِبَّان: بشر بن رافع يروي أشياء موضوعة كأنه المتعمد لها.
قال أحمد: بشر ليس بشَيءٍ.
حديث آخَرُ:
- أَخبرنا إِسماعِيلُ، قال: أَخبرنا ابن مَسعَدَةَ، قال: أَخبرنا حَمزَةُ، قال: حَدَّثنا ابن عَدِيٍّ، قال: حَدَّثنا مُحَمد بن اللَّيثِ، قال: حَدَّثنا مُحَمد بن طَرِيفٍ، قال: حَدَّثنا أَحمد بن بَشِيرٍ، عَن مُحَمد بنِ إِسماعِيل، عَن نافِعِ بنِ جُبَيرٍ، عَن أَبِي هُرَيرَةَ، قال: قال رَسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا حَولَ ولا قُوَّةَ إِلاَّ بِالله كَنزٌ مِن كُنُوزِ الجَنَّةِ».
قال ابن عدي: هَذا حديث لاَ يعرف إلا من حديث أَحمَد بن بشير.
قال عُثمان الدارمي، ويحيى بن مَعِين: أَحمَد بن بشير متروك.

.حديث في ثواب الاستغفار:

- أَخبرنا أَبُو مَنصُور القَزازُ، قال: أَخبرنا أَبُو بَكرٍ أَحمد بن عَلِي بنِ ثابتٍ، قال: أَخبرنا مُحَمد بن أَحمد بنِ رِزقٍ، قال: أَخبرنا أَحمد بن كامِلٍ القاضِي، قال: حَدَّثنا أَحمد بن مُحَمد بنِ غالِبٍ، غُلامُ خَلِيلٍ قال: حَدَّثنا دِينارُ بن عَبدِ الله، خادِمُ أَنَسٍ عَن أَنَسٍ، قال: قال رَسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِذا قال العَبد: أَستَغفِرُ اللَّهَ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هو الحَيُّ القَيُّومُ وأَتُوبُ إِلَيهِ غُفِرَ لَهُ، وإِن كان مُوَلِّيًا مِنَ الصَّفِّ».
قال المُؤَلِّفُ: هَذا حديث لاَ يَصِحُّ.
قال ابن عدي: دينار منكر الحديث، ذاهب شبه المجهول.
قال: وغلام خليل كان يقول: وضعنا أحاديث لنرقق بها قلوب العامة.
طَرِيقٌ آخَرُ:
- أَخبرنا إِسماعِيلُ بن أَحمد، قال: أَخبرنا إِسماعِيلُ بن مَسعَدَةَ، قال: أَخبرنا حَمزَةُ بن يُوسُفَ، قال: أَخبرنا أَبُو أَحمد ابن عَدِيٍّ، قال: أَخبرنا عُمر بن الحَسَنِ بنِ نَصرٍ، قال: أَخبرنا عُقبَةُ بن مُكرَمٍ، قال: حَدَّثنا صَفوانُ بن عِيسَى، قال: حَدَّثنا بِشرُ بن رافِعٍ، عَن مُحَمد بنِ عَبدِ الله البَكاءِ، عَن أَبِيه، عَن أَبِي هُرَيرَةَ: ذَكَرَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم: «مَن قال: أَستَغفِرُ اللَّهَ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هو الحَيُّ القَيُّومُ وأَتُوبُ إِلَيهِ ثَلاثَ مَراتٍ أَو مَرَّةً، شَكَّ صَفوانُ، غُفِرَ لَهُ وإِن فَرَّ مِنَ الزَّحفِ».
قال المُؤَلِّفُ: هَذا حديث لاَ يَصِحُّ.
قال أَحمَد بن حنبل: بشر بن رافع ليس بشَيءٍ.
حديث آخَرُ:
- أَخبرنا القَزازُ، قال: أَخبرنا أَبُو بَكرٍ أَحمد بن عَلِي، قال: أَخبرنا عَلِيُّ بن مُحَمد بنِ الحَسَنِ العَبدِيُّ، قال: أَخبرنا مُحَمد بن المُظَفَّرِ، قال: حَدَّثنا إِسحاقُ بن حَمدانَ، قال: حَدَّثنا الفَضلُ بن حَمادٍ النَّيسابُورِيُّ، قال: حَدَّثنا أَبُو جابِرٍ، قال: حَدَّثنا الحَسن بن أَبِي جَعفر، عَن مُحَمد بنِ جُحادَةَ، عَن الحَسَنِ، عَن أَنَسٍ، قال: «كُنا مَعَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم فِي مَسيرٍ، فَقال: استَغفِرُوا فاستَغفَرنا، فَقال: أَتِمُّوها سَبعِينَ مَرَّةً، قال: فَأَتمَمناها سَبعِينَ مَرَّةً، فَقال رَسول الله صلى الله عليه وسلم: ما مِن عَبدٍ ولا أَمَةٍ استَغفَرَ فِي كُلِّ يَومٍ سَبعِينَ مَرَّةً إِلاَّ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ سَبعَمِائَةِ ذَنبٍ، وقَد خابَ عَبدٌ أَو أَمَةٌ عَمِلَ فِي اليَومِ واللَّيلَةِ أَكثَرَ مِن سَبعَمِائَةِ ذَنبٍ».
قال المُؤَلِّفُ: هَذا حديث لاَ يَصِحُّ.
قال يَحيَى: الحَسَن بن أَبِي جَعفَر ليس بِشيءٍ.
وقال السعدي: واهي الحديث.
وقال النسائي: متروك.

.ذكر آخر:

- أَخبرنا إِسماعِيلُ بن أَحمد، قال: أَخبرنا ابن مَسعَدَةَ، قال: أَخبرنا حَمزَةُ بن يُوسُفَ، قال: أخبرنا ابن عَدِيٍّ، قال: حَدَّثنا عَلانُ، قال: حَدَّثنا عِيسَى بن حَمادٍ، قال: حَدَّثنا اللَّيثُ، عَن الخَلِيلِ بنِ مُرَّةَ، عَن يَزِيدَ الرَّقاشِيِّ، وابنِ أَبِي مَريَمَ، أَنَّهُما حَدَّثاهُ جَمِيعًا عَن أَنَسٍ، عَن رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قال: «مَن قال: أَشهَدُ أَن لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وحدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، إِلَهًا واحِدًا صَمَدًا، لَم يَلِد ولَم يُولَد ولَم يَكُن لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ كُتِبَ لَهُ أَربَعُونَ أَلفَ حَسَنَةٍ».
قال المُؤَلِّفُ: هَذا حديث لاَ يَصِحُّ، والخليل ويزيد وابن أَبِي مريم كلهم ضعفاء بِمَرَّة.

.ذكر آخر:

- أَنبَأَنا إِسماعِيلُ، قال: أَخبرنا ابن مَسعَدَةَ، قال: أَخبرنا حَمزَةُ، قال: أَخبرنا ابن عَدِيٍّ، قال: حَدَّثنا مُحَمد بن أَحمد بنِ حَبِيبٍ، قال: حَدَّثنا دِينارُ بن عَبدِ الله، مَولَى أَنَسٍ عَن أَنَسٍ، عَن رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قال: «مَن قال: سُبحانَ الله والحَمدُ لِلَّهِ ولا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ واللَّهُ أَكبَرُ مِئَةَ مَرَّةٍ أَدَّى إِلَى الله عَزَّ وجَلَّ دِيَّتَهُ».
قال المصنف: هَذا حديث لاَ يَصِحُّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال ابن حِبَّان: دينار يروي عن أَنَس أشياء موضوعة لا يحل ذكره فِي الكتب إلا بالقدح فِيهِ.

.ذكر آخر:

- أَخبرنا إِسماعِيلُ بن أَحمد، قال: أَخبرنا أَحمد بن مُحَمد بنِ النَّقُورِ، قال: أَخبرنا ابن حُبابةَ، قال: حَدَّثنا البَغَوِيُّ، قال: حَدَّثنا هَدِيَّةُ، قال: حَدَّثنا الأَغلَبُ بن تَمِيمٍ، قال: حَدَّثنا الحَجاجُ بن فُرافِصةَ، عَن طَلقٍ، قال: جاءَ رَجُلٌ إِلَى أَبِي الدَّرداءِ، فَقال: يا أَبا الدَّرداءِ، احتَرَقَ بَيتُكَ، فَقال: ما احتَرَقَ، ثُمَّ جاءَ آخَرُ، فَقال: يا أَبا الدَّرداءِ، أَما تَدرِي أَي كَلامِكَ أَعجَبُ قَولُكَ ما احتَرَقَ، أَو قَولُكُ قَد عَلِمتُ أَنَّ اللَّهَ لَم يَكُن لَيَغفَلُ؟ قال: ذَلِكَ بِكَلِماتٍ سَمِعتُهُنَّ مِن رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم: «مَن قالها أَوَّلَ النَّهارِ لَم تُصِبهُ مُصِيبَةٌ حَتَّى يُمسِيَ، ومَن قالها آخِرَ النَّهارِ لَم تُصِبهُ مُصِيبَةٌ حَتَّى يُصبِحَ: اللَّهُمَّ إِنَّكَ رَبِّي لا إِلَهَ إِلاَّ أَنتَ، عَلَيكَ تَوَكَّلتُ وأَنتَ رَبُّ العَرشِ الكَرِيمِ، ما شاءَ اللَّهُ كان وما لَم يَشَأ لَم يَكُن، ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إِلاَّ بِالله العَلِي العَظِيمِ، أَعلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ، وأَنَّ اللَّهَ قَد أَحاطَ بِكُلِّ شَيءٍ عِلمًا، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِن شَرِّ نَفسِي ومَن شَرِّ كُلِّ دابَّةٍ أَنتَ آخِذٌ بِناصِيَتِها، إِنَّ رَبِّي عَلَى صِراطٍ مُستَقِيمٍ».
قال المُؤَلِّفُ: هَذا حديث لاَ يثبت وآفته من الأغلب.
قال يَحيَى بن مَعِين: ليس بِشيءٍ.
وقال البُخارِيّ: منكر الحديث.

.ذكر آخر:

- أَنبَأَنا مُحَمد بن ناصِرٍ، قال: أَخبرنا أَبُو غالِبٍ الباقِلانِيُّ، قال: أَخبرنا البَرقانِيُّ، قال: حَدَّثنا الدارقُطني، قال: حَدَّثنا أَبُو بَكرِ بن مُجاهِدٍ، قال: حَدَّثنا أَحمد بن عَبدِ الله الحَدادُ، قال: حَدَّثنا أَحمد بن حُباب، قال: حَدَّثنا عِيسَى بن يُونُسَ، عَن الثَّورِيِّ، عَن زُهَيرٍ، عَن عَبدِ الله، قال: قال رَسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ قَسَمَ بَينَكُم أَخلاقًا كَما قَسَمَ بَينَكُم أَرزاقَكُم، وإِنَّ اللَّهَ يُعطِي الدُّنيا مَن يُحِبُّ ومَن لا يُحِبُّ، ولا يُعطِي الإِيمانَ إِلاَّ مَن يُحِبُّ، فَإِن ضَنَّ أَحَدُكُم بِالمالِ أَن يَنفَعَهُ، وهابَ اللَّيلَ أَن يُكابِدَهُ، وخافَ العَدُوَّ أَن يُجاهِدَهُ، فَليُكثِر مِن لا حَولَ ولا قُوَّةَ إِلاَّ بِالله، وسُبحانَ الله، والحَمدُ لِلَّهِ، واللَّهُ أَكبَرُ».
قال الدارقطني: رفعه جماعة ووقفه جماعة، والصحيح الموقوف.
ذكر آخر:
- أَنبَأنا ابن ناصِرٍ، قال: أَخبرنا أَبُو غالِبٍ الباقِلانِيُّ، قال: حَدَّثنا البَرقانِيُّ، قال: حَدَّثنا الدارقُطني، قال: رَوَى الفَضلُ بن غانِمٍ، عَن مالِكٍ، عَن جَعفر، عَن أَبِيه، عَن جَدِّهِ، عَن عَلِي، عَن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال: «مَن قال كُلَّ يَومٍ مِئَةَ مَرَّةٍ: لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ الحَقُّ المُبِينُ كان لَهُ أَمانٌ مِنَ الفَقرِ، واستَجلَبَ به الغِنَى».
قال المُؤَلِّفُ: والفضل بن غانم ليس بالقوي.
وقال يَحيَى بن مَعِين: ليس بشَيءٍ.

.حديث فيما يفوت تارك الذكر:

- أخبرنا ابن ناصِرٍ، قال: أَخبرنا أَبُو حَكِيمٍ عَبد الله بن إِبراهِيم الخَيرِيُّ، قال: أَخبرنا الحُسَينُ بن أَحمَدِ بنِ القادِسِيِّ، قال: أَخبرنا أَبُو بَكرٍ مُحَمد بن أَحمد المُفِيدُ، قال: حَدَّثنا أَحمد بن عَبدِ الرَّحمَن السَّقَطِيُّ، قال: حَدَّثنا يَزِيدُ بن هارُونَ، قال: حَدَّثنا شُعبَةُ، عَن الأَعمش، عَن أَبِي صالِحٍ، عَن أَبِي سَعِيدٍ الخُدرِيِّ، عَن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال: «لا يَجلِسُ قَومٌ مَجلِسًا لا يَذكُرُونَ اللَّهَ عَزَّ وجَلَّ، ولا يُصَلُّونَ فِيهِ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِلاَّ كان عَلَيهِم حَسرَةً، وإِن دَخَلُوا الجَنَّةَ لِما يَرَونَ مِنَ الثَّوابِ».
قال المُؤَلِّفُ: هَذا حديث لاَ يَصِحُّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال الخطيب: أَحمَد بن عَبد الرَّحمَن السقطي مجهول.

.كتاب الدعاء:

.حديث في اقتران الإجابة بالدعاء:

- أَخبرنا عَبد الرَّحمَن بن مُحَمد، قال: أَخبرنا أَحمد بن عَلِي بنِ ثابتٍ، قال: أَخبرنا أَبُو الفَرَجِ مُحَمد بن شَهرَيارَ، قال: أَخبرنا سُليمان الطَّبَرانِيُّ، قال: حَدَّثنا مُحَمد بن إِسحاقَ بنِ مُوسَى الرَّوزِيُّ، قال: حَدَّثنا مَحمُودُ بن العَباسِ صاحِبُ ابنِ المُبارَكِ، قال: حَدَّثنا هُشَيمٌ، عَن الأَعمش، عَن إِبراهِيم النَّخَعِيِّ، عَن عَلقَمَةَ، عَن ابنِ مَسعُودٍ، قال: قال رَسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَن أُعطِيَ الذِّكرَ ذَكَرَهُ اللَّهُ تَعالَى، قال: {فاذكُرُونِي أَذكُركُم}، ومَن أُعطِيَ الدُّعاءَ أُعطِيَ الإِجابَةَ، لأَنَّ اللَّهَ تَعالَى يَقُولُ: {ادعُونِي أَستَجِب لَكُم}، ومَن أُعطِيَ الشُّكرَ أُعطِيَ الزِّيادَةَ، لأَنَّ اللَّهَ يَقُولُ: {لَئِن شَكَرتُم لأَزِيدَنَّكُم}، ومَن أُعطِيَ الاستِغفارَ أُعطِيَ المَغفِرَةَ، لأَنَّ اللَّهَ تَعالَى يَقُولُ: {استَغفِرُوا رَبَّكُم إِنَّهُ كان غَفارًا}».
قال المُؤَلِّفُ: هَذا حديث لاَ يَصِحُّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، تفرد به محمود بن العَباس وهو مجهول.

.حديث في رفع اليدين في الدعاء:

- أَخبرنا أَبُو مَنصُور القَزازُ، قال: أَخبرنا أَبُو بَكرٍ أَحمد بن عَلِي، قال: أَخبرنا إِبراهيم بن مُحَمد بنِ عُمر العَلَوِيُّ، قال: أَخبرنا أَبُو الفَضلِ مُحَمد بن عَبدِ الله الشَّيبانِيُّ، قال: حَدَّثنا إِبراهيم بن حَفصٍ العَسكَرِيُّ، قال: حَدَّثنا عُبَيدُ بن الهَيثَمِ الأَنماطِيُّ، قال: حَدَّثنا الحُسَينُ بن عُلوانَ، قال: حَدَّثَنِي عَمرُو بن خالِدٍ الواسِطِيُّ، عَن مُحَمد، وزَيد ابني علي، عَن أَبِيهما، عَن أَبِيه الحُسَينِ، قال: «كان رَسول الله صلى الله عليه وسلم يَرفَعُ يَدَيهِ إِذا ابتَهَلَ ودَعا كَما يَستَطعِمُ المِسكِينُ».
قال المُؤَلِّفُ: هَذا حديث لاَ يَصِحُّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، اجتمع فِيهِ شيطانان.
أما عمرو بن خالِد:
فقد كذبه أَحمَد، ويحيى.
وقال أَبُو زرعة، وابن راهويه: كان يضع الحديث.
وأما الحُسَين بن علوان:
فقال ابن حِبَّان: كان يضع الحديث.

.حديث في مسح الوجه باليدين عند الدعاء:

قد روي عن: عمر، وابن عباس.

.فأما حديث عمر:

رَوَى أَبُو بَكرٍ الخَلالُ، قال:
- أَخبرنا عَباسٌ الدُّورِيُّ، قال: حَدَّثنا حَمادُ بن عِيسَى، قال: حَدَّثنا حَنظَلَةُ بن أَبِي سُفيان، عَن سالِمٍ، عَن ابنِ عُمر، عَن عُمر، قال: «كان النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذا مَدَّ يَدَيهِ فِي الدُّعاءِ لَم يَحُطَّهُما حَتَّى يَمسَحَ بهما وجهَهُ».

.وَأَما حديث ابنِ عَباسٍ:

- أَنبأنا ابن خَيرُونَ، قال: أَنبَأَنا الجَوهَرِيُّ، عَن الدارَقُطنِيِّ، عَن أبي حاتم ابنِ حِبَّان، قال: حَدَّثنا مُحَمد بن إِسحاقَ الثَّقَفِيُّ، قال: حَدَّثنا مُحَمد بن الصَّباحِ، قال: حَدَّثنا عائِذُ بن حَبِيبٍ، قال: حَدَّثنا صالِحُ بن حَسانَ، عَن مُحَمد بنِ كَعبٍ، عَن ابنِ عَباسٍ، عَن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال: «إِذا دَعَوتَ اللَّهَ عَزَّ وجَلَّ فادعُ بِبَطنِ كَفَّيكَ، فَإِذا فَرَغتَ فامسَح بهما وجهَكَ».
قال المُؤَلِّفُ: هذان حديثان لا يصحان.
أما الأول:
فقال يَحيَى بن مَعِين: هو حديث منكر.
وقال أَحمَد بن حنبل، وأبو حاتم، والدارقطني: حَماد ضعيف.
وأما الثاني:
فقال يَحيَى: صالح ليس بِشيءٍ.
وقال النسائي: متروك.
وقال ابن حِبَّان: يروي الموضوعات عن الثقات.
وقال أَحمَد بن حنبل: لا يعرف هَذا أنه كان يمسح وجهه بعد الدعاء إلا عن الحَسَن.

.حديث في أنه لاَ يسمع من مرائي:

- أَنبَأنا ابن ناصِرٍ، قال: أَخبرنا أَبُو غالِبٍ الباقِلانِيُّ، قال: حَدَّثنا البَرقاني، قال: حَدَّثنا الدارقُطني، قال: رَوَى سَعِيدُ بن سِنانٍ أَبُو مَهدِيٍّ الحِمصِيُّ، عَن أَبِي الزاهِرِيَّةِ، عَن كَثِيرِ بنِ مُرَّةَ، عَن الرَّبيع بنِ خُثَيمٍ، عَن ابنِ مَسعُودٍ، عَن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قال: «لا يَسمَعُ اللَّهُ مِن مُسمِعٍ، ولا مُراءٍ، ولا لاهٍ، ولا لاعِبٍ».
قال الدارقطني: سَعِيد بن سنان كان يتهم بوضع الحديث ولا يصح رفعه هَذا وهو محفوظ من كلام ابن مسعود.
قال الدارقطني: وروى أيوب بن جابِر اليماني عن الحصين، عن إِبراهِيم، عن علقمة، عن عَبد الله، عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال: «لا يقبل الله دعاء عَبد لاه».
قال: وأيوب ضعيف لا يحتج به، والصحيح أنه موقوف.

.حديث في أن الدعاء موقوف على الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم:

- أَنبَأنا ابن خَيرُونَ، قال: أَنبَأَنا الجَوهَرِيُّ، قال: حَدَّثنا الدارقُطني، عَن أَبِي حاتم ابنِ حِبَّان، قال: حَدَّثنا أَبُو راشِدٍ رَيانُ بن عَبدِ الله الخادِمُ، قال: حَدَّثنا أَبُو مُسلِمٍ عَبد الرَّحمَن بن عَبدِ الله، قال: حَدَّثنا أَبُو يُوسُفَ الغَسُولِيُّ يَعقُوب بن المُغِيرَةِ، قال: حَدَّثنا إِبراهيم بن إِسحاقَ الواسِطِيُّ، عَن ثَورِ بنِ يَزِيدَ، عَن خالِدِ بنِ مَعدانَ، عَن مُعاذِ بنِ جَبَلٍ، قال: قال رَسول الله صلى الله عليه وسلم: «الدُّعاءُ مَحجُوبٌ حَتَّى يُصَلَّى عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم».
قال المُؤَلِّفُ: هَذا حديث لاَ يَصِحُّ.
قال ابن حِبَّان: إِبراهِيم الواسطي يروي عن ثور لا يتابع عليه وعن غيره من الثقات لا يجوز الاحتجاج به بحال، وإنما هَذا معروف من كلام عُمَر بن الخطاب رَضِيَ الله عَنهُ، ذكره الترمذي.

.حديث في الدعاء في الرخاء:

- أَخبرنا أَبُو مَنصُور القَزازُ، قال: أَخبرنا أَبُو بَكرٍ أَحمد بن عَلِي بنِ ثابتٍ، قال: أَخبَرَنِي مُحَمد بن بُكَيرٍ، قال: أَخبرنا أَبُو بَكرٍ مُحَمد بن إِبراهِيم الرَّبيعيُّ، قال: حَدَّثنا الحَسن بن مُحَمد بنِ عَنبَرٍ الوَشاءُ، قال: حَدَّثنا مَنصُورُ بن أَبِي مُزاحِمٍ، قال: حَدَّثنا رَوحُ بن مُسافِرٍ، عَن أَبانَ بنِ أَبِي عَياشٍ، عَن أَبِي صالِحٍ ذَكوانَ، عَن أَبِي هُرَيرَةَ، قال: سَمِعتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَن سَرَّهُ أَن يُستَجابَ لَهُ فِي الشَّدائِدِ والكَربِ فَليُكثِرِ الدُّعاءَ فِي الرَّخاءِ».
قال المصنف: هَذا حديث لاَ يَصِحُّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال شُعبَة: لأن أزني أحب إلي من أن أحدث عن أبان.
قال يَحيَى: وروح بن مسافر لاَ يُكتَبُ حديثهُ.
وقال النسائي: متروك الحديث.
وقال ابن حِبَّان: يروي الموضوعات عن الثقات لا يحل الرواية عَنهُ.

.حديث في دفع البلاء بالدعاء:

- أَخبرنا أَبُو مَنصُور القَزازُ، قال: أَخبرنا أَبُو بَكرٍ أَحمد بن عَلِي بنِ ثابتٍ، قال: أَخبرنا أَحمد بن مُحَمد بنِ أَحمد بنِ قَفَرجَلٍ، قال: حَدَّثنا مُحَمد بن إِسماعِيل الوَراقُ، قال: حَدَّثنا أَبُو حَفصٍ عُمر بن إِسماعِيل بنِ سَلَمَةَ، قال: حَدَّثنا أَبُو إِبراهِيم بن إِسماعِيل بنِ إِبراهِيم التُّرجُمانِيُّ، قال: حَدَّثنا زَكَرِيا بن منظور، عَن عَطافِ بنِ خالِدٍ، عَن هِشامِ بنِ عُروَةَ، عَن أَبِيه، عَن عائِشَةَ، قالت: قال رَسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يُغنِي حَذَرٌ مِن قَدَرٍ، والدُّعاءُ يَنفَعُ مِما نَزَلَ ومِما لَم يَنزِل، وإِنَّ البَلاءَ يَنزِلُ فَيَلقاهُ الدُّعاءُ فَيَعتَلِجانِ إِلَى يَومِ القِيامَةِ».
قال المُؤَلِّفُ: هَذا حديث لاَ يَصِحُّ.
قال يَحيَى: زكريا ليس بثقة.
وقال الدارقطني: متروك.

.أدعية منقولة:

.دُعاءٌ:

- أَخبرنا أَبُو مَنصُور القَزازُ، قال: أَخبرنا أَبُو بَكرٍ أَحمد بن عَلِي بنِ ثابتٍ، قال: أَخبرنا أَبُو مُحَمد عَبدِ الله بنِ عَلِي بنِ عِياضٍ القاضِي، قال: أَخبرنا مُحَمد بن أَحمد بنِ جُمَيعٍ، قال: أَخبرنا إِبراهيم بن مُحَمد بنِ إِبراهِيم الهَمدانِيُّ، قال: حَدَّثنا إِبراهيم بن الحُسَينِ الهَمدانِيُّ، قال: حَدَّثنا مُؤَمِّلُ بن إِسماعِيل، قال: حَدَّثنا يَحيَى بن صالِحٍ، عَن إِسماعِيل بنِ أُمَيَّةَ، عَن عَطاءٍ، عَن ابنِ عَباسٍ، قال: «كان فِيما دَعا به رَسول الله صلى الله عليه وسلم فِي حَجَّةِ الوَداعِ: اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَسمَعُ كَلامِي، وتَرَى مَكانِي، وتَعلَمُ سِرِّي وعَلانِيَتِي، لا يَخفَى عَلَيكَ شَيءٌ مِن أَمرِي، وأَنا البائِسُ الفَقِيرُ، المُستَغِيثُ المُستَجِيرُ، الوَجِلُ المُشفِقُ، المُقِرُّ المُعتَرِفُ بِذَنْبه، أَسأَلُكَ مَسأَلَةَ المِسكِينِ، وأَبتَهِلُ إِلَيكَ ابتِهالَ المُذنِبِ الذَّلِيلِ، وأَدعُوكَ دُعاءَ الخائِفِ الضَّرِيرِ مَن خَضَعَت لَكَ رَقَبَتُهُ، وفاضَت لَكَ عَبرَتُهُ، وذُلَّ لَكَ جِسمُهُ، ورَغُمَ لَكَ أَنفُهُ، اللَّهُمَّ لا تَجعَلنِي بِدُعائِكَ شَقِيًّا، وكُن بِي رَؤُوفًا رَحِيمًا يا خَيرَ المَسؤُولِينَ، ويا خَيرَ المُعطِينَ».
قال المُؤَلِّفُ: هَذا حديث لاَ يَصِحُّ.
قال الدارقطني: كان إِسماعِيل بن أمية يضع الحديث.

.دعاء آخر:

- أَنبَأنا ابن خَيرُونَ، قال: أَنبَأَنا الجَوهَرِيُّ، عَن الدارَقُطنِيِّ، عَن أَبِي حاتم ابنِ حِبَّان، قال: أَخبرنا إِبراهيم بن سَعِيدٍ التُّستَرِيُّ، قال: حَدَّثنا مُحَمد بن يَزِيدَ، قال: حَدَّثنا إِبراهيم بن زَيد، قال: حَدَّثنا مالِكٌ، عَن أَبِي الزِّنادِ الأَعرَجِ، عَن أَبِي هُرَيرَةَ، قال: «كُنا عِندَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم إِذ دَخَلَ غُلامٌ فَدَعا بِهَذِهِ الدَّعَواتِ، فَقال لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: لَقَد دَعَوتَ بِدَعَواتٍ ما دَعا بهنَّ إِلاَّ استُجِيبَ لَهُ، وهو أَن يَقُولَ: إِنِّي استَغفَرتُ، وأَسأَلُكَ التَّوبَةَ مِن مَظالِمَ كَثِيرَةٍ لِعِبادِكَ قَبلِي، اللَّهُمَّ أَيُّمَا خَلقٌ مِن خَلقِكَ، كانت لَهُ قِبَلِي مَظلَمَةٌ ظَلَمتُها إِياهُ فِي مالِهِ، أَو بَدَنِهِ، أَو عِرضِهِ، أَو دَمِهِ، قَد غابَ، أَو ماتَ، نَسِيتُ، أَو حَفِظتُ، عَمدًا، أَو خَطَأً، قَدِيمًا، أَو حديثا، لا أَستَطِيعُ أَداءَها إِلَيهِ».
قال المُؤَلِّفُ: فذكر حديثا طويلاً، وهذا الحديث ليس بصحيح.
قال ابن حِبَّان: إِبراهِيم بن سَعِيد منكر الحديث، يروي عن مالك ما لا أصل له لا يحل الاحتجاج به بحال.

.دعاء آخر:

- أَخبرنا القَزازُ، قال: أَخبرنا أَحمد بن عَلِي الحافِظُ، قال: أَخبرنا مُحَمد بن أَحمد بنِ يَعقُوب، قال: أَخبرنا مُحَمد بن نُعَيمٍ الضَّبِّيُّ، قال: حَدَّثَنِي أَبُو عَلِي حُسَينُ بن عَلِي الحافِظُ، قال: حَدَّثنا أَبُو جَعفر أَحمد بن حَمدانَ العابِدُ، قال: حَدَّثنا إِسحاقُ بن إِبراهِيم الضَّبِّيُّ، قال: حَدَّثنا خالِدُ بن يَزِيدَ العُمَرِيُّ، قال: حَدَّثنا ابن أَبِي ذِئبٍ، قال: حَدَّثنا مُحَمد بن المُنكَدِرِ، قال: سَمِعتُ جابِرَ بنَ عَبدِ الله، يَقُولُ: «عُرِضَ هَذا الدُّعاءُ عَلَى رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، فَقال: لَو دُعِيَ به عَلَى شَيءٍ مِنَ المَشرِقِ والمَغرِبِ فِي ساعَةٍ مِن يَومِ الجُمُعَةِ لاستُجِيبَ لِصاحِبه: لا إِلَهَ إِلاَّ أَنتَ يا حَنانُ يا مَنانُ، يا بَدِيعَ السَّماواتِ والأَرضِ، يا ذا الجَلالِ والإِكرامِ».
قال المُؤَلِّفُ: هَذا حديث لا يصح.
قال يَحيَى، وأبو حاتم الرازي: خالِد بن يزيد كذاب.

.حديث في ذكر من أجيب دعاؤه:

- أَخبَرنا المحمدان ابن عمر الأرموي وابن عبد الملك المقرىء وعبد الرحمن بن محمد القزاز والحسين بن علي الخياط قالوا: أخبرنا عبد الصمد بن المأمون، قال: أخبرنا الدارقطني، قال: حدثنا أَبُو الحسن علي بن محمد بن يحيى بن مهران، قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن عيسى السكوني، قال: حَدَّثنا أَبُو بكر بن عياش، عن حميد، عن ثابت، عن أنس، قال: عدنا رجلا من الأنصار فإذا هو مريض شديد المرض فمات وبسطنا عليه ثوبه وله أم عجوز عند رأسه فقال لها بعض أصحابنا: احتسبي نصيبك على الله تعالى، قالت: أمات ابني أحق ما تقولون؟ قال: قلنا نعم، قال: فبسطت يدها إِلى الله تعالى فقالت: اللهم إني أسلمت لك وهاجرت إِلى نبيك رجاء أن تعينني في كل شدة فلا تحملني هذه المصيبة، قال أنس: فكشف عن وجهه الثوب وقعد وطعمنا معه.
قال المُصَنِّفُ قلت:
- وقد أَخبَرنا به عبد الله بن علي المقرىء ومحمد ابن ناصر قالا: أَخبَرنا طراد وأخبرنا محمد بن الأرموي، قال: أَخبَرنا أَبُو الحسن ابن المهتدي، قالا: أخبرنا علي بن محمد بن بشران، قال: أخبرنا ابن صفوان، قال: حدثنا أَبُو بكر القرشي، قال: حَدَّثنا خالد بن خداش وإسماعيل بن إبراهيم قالا: حَدَّثنا صالح المري، عن ثابت، عن أنس، فذكر نحوه، إلا أن صالحا ضعيف عندهم.
قال أحمد: ليس هو صاحب حديث ولا يعرف الحديث.
وقال علي: هو منكر الحديث جدا يحدث عن أقوام ثقات بأحاديث مناكير.
وقال النسائي: متروك الحديث.

.كتاب الملاحم والفتن:

.حديث في قتال علي، والزبير:

- أَنبَأنا عَبد الوَهابِ بن المُبارَكِ، قال: أخبرنا مُحَمد بن المُظَفَّرِ، قال: أَخبرنا العَتِيقِيُّ، قال: أَخبرنا يُوسُفُ بن أَحمد، قال: حَدَّثنا العُقَيلِيُّ، قال: حَدَّثنا مُحَمد بن إِسماعِيل، قال: حَدَّثنا يَعلَى بن عُبَيدٍ، قال: حَدَّثنا إِسماعِيلُ بن أَبِي خالِدٍ، عَن عَبدِ السَّلامِ رَجُلٌ مِن حَيَّةَ، قال: «خَلا عَلِيٌّ عَلَيهِ السَّلامُ بِالزُّبَيرِ يَومَ الجَمَلِ، فَقال: أَنشُدُكَ اللَّهَ هَل سَمِعتَ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم وأنت لاوي يدي فِي سَقِيفَةِ بَنِي فُلانٍ: لَتُقاتِلَنَّهُ وأَنتَ ظالِمٌ لَهُ، ثُمَّ لَيُنصَرَنَّ عَلَيكَ، ثُمَّ قال: قَد سَمِعتُهُ لا جَرَمَ لا أُقاتِلُكَ».
طَرِيقٌ آخَرُ:
- أَنبَأَنا عَبد الوَهابِ، قال: أَخبرنا ابن المُظَفَّرِ، قال: أَخبرنا العَتِيقُيُّ، قال: أَخبرنا يُوسُفُ بن أَحمد، قال: حَدَّثنا العُقَيلِيُّ، قال: حَدَّثنا بِشرُ بن مُوسَى، قال: حَدَّثنا خالِدُ بن أَبِي يَزِيدَ القَرنِيُّ، قال: حَدَّثنا جَعفَرُ بن سُلَيمانَ، عَن عَبدِ الله بنِ مُحَمد، عَن جَدِّهِ عَبدِ المَلِك بنِ مُسلِمٍ، عَن أَبِي جَروٍ المازِنِيِّ، قال: «سَمِعتُ عَلِيًّا وهو ناشد الزُّبَيرَ، فَقال: أُنشِدُكَ اللَّهَ يا زُبَيرُ أَما سمعت رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: إِنَّكَ تُقاتِلُنِي وأَنتَ ظالِمٌ؟ قال: بَلَى ولَكِنِّي نَسِيتُ».
قال المُؤَلِّفُ: هَذا حديث لاَ يَصِحُّ.
فأما الطريق الأول:
فَإِن عَبد السلام مجهول.
قال الدارقطني: هو عَبد السلام بن عَبد الله بن جابِر الأحمسي، ولم يدرك الزبير.
وأما الثاني:
فقال البُخارِيّ: لم يصح حديث عَبد الملك.
قال العُقَيلي: فلا يروى فِي هَذا المتن من وجه يثبت.
وأما قوله عليه السلام لعمار: تقتلك الفئة الباغية، وقد أَخرَجَهُ البُخارِيّ من حديث أَبِي قَتادَة وأم سلمة، إلا أن أَبا بَكر الخلال ذكر أن أَحمَد بن حنبل ويحيى بن مَعِين وأبا خيثمة والمعيطي ذكروا هَذا الحديث تقتل عمارًا الفئة الباغية، فقال فِيهِ: ما فِيهِ حديث صحيح وأن أَحمَد قال: قد روي فِي عمار تقتله الفئة الباغية ثمانية وعشرون حديثا ليس فيها حديث صحيح.

.حديث في قتال علي، وعائشة:

- أَخبرنا ابن الحُصَينِ، قال: أَخبرنا ابن المُذهِبِ، قال: أَخبرنا أَحمد بن جَعفر، قال: حَدَّثنا عَبد الله بن أَحمد، قال: حَدَّثَنِي أَبِي، قال: حَدَّثنا حُسَينُ بن مُحَمد، قال: حَدَّثنا الفُضَيلُ بن سُلَيمانَ، قال: حَدَّثنا مُحَمد بن أَبِي يَحيَى، عَن أَبِي أَسماءَ مَولَى بَنِي جَعفر، عَن أَبِي رافِعٍ، أَنّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قال لِعَلِي بنِ أَبِي طالِبٍ: «إِنَّهُ سَيَكُونُ بَينَكَ وبَينَ عائِشَةَ أَمرٌ، قال: أَنا يا رَسُولَ الله؟ قال: نَعَم، قال: أَنا؟ قال: نَعَم، قال: فَأَنا أَشقاهُم يا رَسُولَ الله، قال: لا، ولَكِن إِذا كان كَذَلِكَ فَارددها إِلَى مَأمَنِها».
قال يَحيَى بن مَعِين: الفضيل ليس بثقة.
حديث آخَرُ:
- أَنَّ عائِشَةَ مَرَّت بِماءٍ يُقالُ لَهُ: الحَوءَبُ، فَسَمِعَت نُباحَ الكِلابِ، فَقالت: رُدُّونِي فَإِنِّي سَمِعتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «كَيفَ بِإِحداكُنَّ إِذا نَبَحَت عَلَيها كِلابُ الحَوءَبِ».
قال المصنف: يرويه عَبد الرَّحمَن بن صالح الأَزدِيّ الكوفي.
قال مُوسَى بن هارون: يروي أحاديث سوء فِي مثالب الصحابة.
وقال ابن عدي: احترق بالتشيع.

.حديث في أشراط الساعة:

- أَخبرنا عَبد الله بن عَلِي المُقرِئُ، ومُحَمد بن ناصِرٍ الحافِظُ، قالاَ: أَخبرنا طَرادُ بن مُحَمد الزَّينِيُّ، قال: أَخبرنا عَلِيُّ بن مُحَمد بنِ بِشرانَ، قال: أَخبرنا أَبُو عَلِي الحُسَينُ بن صَفوانَ، قال: حَدَّثنا أَبُو بَكرٍ عَبد الله بنِ مُحَمد القُرَشِيُّ، قال: حَدَّثنا الرَّبِيعُ بن تَغلَبٍ، وأَخبرنا عَبد المَلِك بن أَبِي القاسِمِ الكَرُوخِيُّ، قال: أَخبرنا أَبُو عامِرٍ الأَزدِيُّ، وأَبُو بَكرٍ الغُورَجِيُّ، قالاَ: حَدَّثنا الجَراحِيُّ، قال: حَدَّثنا المَحبُوبِيُّ، قال: حَدَّثنا التِّرمِذِيُّ، قال: حَدَّثنا صالِحٌ، قالاَ: حَدَّثنا الفَرَجُ بن فَضالَةَ، أَخبرنا أَبُو مَنصُور القَزازُ، قال: أَخبرنا أَحمد بن عَلِي بنِ ثابتٍ، قال: أَخبرنا هِلالُ بن مُحَمد الحَفارُ، قال: حَدَّثنا أَبُو عَلِي مُحَمد بن أَحمد بنِ الصَّوافِ، قال: حَدَّثنا بِشرُ بن مُوسَى، قال: حَدَّثنا أَبُو عَبدِ الله مُحَمد بن الفَرَجِ بنِ فَضالَةَ، عَن يَحيَى بنِ سَعِيدٍ، عَن مُحَمد بنِ عَلِي، وَقال التِّرمِذِيُّ: عَن مُحَمد بنِ عُمر بنِ عَلِي، عَن عَلِي بنِ أَبِي طالِبٍ، قال: قال رَسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِذا عَمِلَت أُمَّتِي خَمسَ عَشرَةَ خَصلَةً حَلَّ بِها البَلاءُ، قِيلَ: يا رَسُولَ الله، وما هِيَ؟ قال: إِذا كان المَغنَمُ دُوَلا، والأَمانَةُ مَغنَمًا، والزَّكاةُ مَغرَمًا، وأَطاعَ الرَّجُلُ زَوجَتَهُ، وعَقَّ أُمَّهُ، وبَرَّ صَدِيقَهُ، وجَفا أَباهُ، وارتَفَعَتِ الأَصواتُ فِي المَساجِدِ، وكان زَعِيمُ القَومِ أَرذَلَهُم، وأُكرِمَ الرَّجُلُ مخافَةَ شَرِّهِ، وشُرِبَ الخَمرُ، ولُبِسَ الحَرِيرُ، واتَّخَذُوا القِيانَ، واتَّخَذُوا المَعازِفَ، ولَعَنَ آخِرُ هَذِهِ الأُمَّةِ أَوَّلَها، فَلتَرتَقِبُوا عِندَ ذَلِكَ ثَلاثًا: رِيحًا حَمراءَ، وخَسفًا، ومَسخًا».
لفظ القُرَشِيّ.
قال المُؤَلِّفُ: هَذا حديث مقطوع فَإِن محمدًا لم ير علي بن أَبِي طالِب.
وقال يَحيَى: الفرج بن فضالة ضعيف.
قال ابن حِبَّان: يقلب الأسانيد ويلزق المتون الواهية بالأسانيد الصحيحة لا يحل الاحتجاج به.
وقال الدارقطني: وقد روى هَذا الحديث عَبد الرَّحمَن بن سعد بن سَعِيد، عن يَحيَى بن سَعِيد وكلاهما غير محفوظ يعني هَذا الحديث.
حديث آخَرُ:
- أَنبَأَنا عَبد الوَهابِ بن المُبارَكِ، قال: أَخبرنا ابن بَكرانَ، قال: حَدَّثنا العَتِيقِيُّ، قال: حَدَّثنا يُوسُفُ بن أَحمد، قال: حَدَّثنا العُقَيلِيُّ، قال: حَدَّثنا أَحمد بن داوُدَ، وإِسحاقُ بن إِبراهِيم الأَنماطِيُّ، قالاَ: حَدَّثنا دُحَيمٌ، قال: حَدَّثنا ابن أَبِي فُدَيكٍ، عَن عَبدِ الرَّحمَن بنِ يُوسُفَ، عَن سُلَيمانَ بنِ مِهرانَ، عَن أَبِي وائِلٍ شَقِيقِ بنِ سَلَمَةَ، عَن ابنِ مَسعُودٍ، أَنّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «مِنَ اقتِرابِ الساعَةِ انتِفاخِ الأَهِلَّةُ».
قال المُؤَلِّفُ: هَذا حديث لاَ يَصِحُّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال العقيلي: لا يعرف إلا بعبد الرَّحمَن وهو مجهول وحديثه غير محفوظ.
حديث آخَرُ:
- رَوَى سَعِيدُ بن سُلَيمانَ، قال: حَدَّثنا يَحيَى بن المُتَوَكِّلِ، عَن عُمر بنِ هارُونَ الأَنصارِيِّ، عَن أَبِي هُرَيرَةَ، قال: قال رَسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ مِن أَشراطِ الساعَةِ سُوءَ الجِوارِ، وقَطِيعَةَ الأَرحامِ، وأَن يُعَطَّلَ السَّيفُ عَن الجِهادِ، وأَن يُحتَمَلَ الدُّنيا بِالدِّينِ».
قال أَحمَد بن حنبل: ليس هَذا بصحيح، عُمَر بن هارون لا يعرف.

.حديث في الفتن:

- أَنبَأَنا يَحيَى بن عَلِي المَدِينِيُّ، قال: أَنبَأَنا أَحمد بن عَلِي بنِ ثابتٍ، قال: أَخبرنا مُحَمد بن الحُسَينِ بنِ المُفَضَّلِ القَطانُ، قال: أَخبرنا عَبد الله بن دُرُستوَيهِ، قال: حَدَّثنا يَعقُوب بن سُفيان، قال: حَدَّثَنِي كَثِيرُ بن عُبَيد بنِ نُمَيرٍ الحَذاءُ، قال: حَدَّثنا مُحَمد بن حُمَيرٍ، عَن سَلَمَةَ بنِ عَلِي، عَن عُمر بنِ ذَرٍّ، عَن أَبِي قِلابَةَ، عَن أَبِي مُسلِمٍ الخَولانِيِّ، عَن أَبِي عُبَيدَةَ بنِ الجَراحِ، عَن عُمر بنِ الخَطابِ، قال: «أَخَذَ رَسول الله صلى الله عليه وسلم بِلِحيَتِي وأَنا أَعرِفُ الحُزنَ فِي وجهِهِ فَقال: إِنا لِلَّهِ وإِنا إِلَيهِ راجِعُونَ، أَتانِي جِبرَئِيلُ آنِفًا، فَقال: إِنا لِلَّهِ وإِنا إِلَيهِ راجِعُونَ، قُلتُ: أَجَل، إِنا لِلَّهِ وإِنا إِلَيهِ راجِعُونَ، لِمَ ذَلِكَ يا جِبرِيلُ؟ فَقال: إِنَّ أُمَّتَكَ مُفتَنَةٌ بَعدَكَ، قَلِيلٌ مِنَ الدَّهرِ غَيرُ كَثِيرٍ، فَقُلتُ: فِتنَةُ كُفرٍ أَو فِتنَةٌ ضَلالَةٍ؟ قال: كُلٌّ سَيَكُونُ، فَقُلتُ: مِن أَينَ ذاكَ وأَنا تارِكٌ فِيهِم كِتابَ الله؟ قال: بِكِتابِ الله يَضِلُّونَ، فَأَوَّلُ ذَلِكَ مِن أُمَرائِهِم وقُرائِهِم، يَمنَعُ الأُمَراءُ الحُقُوقَ، وسَأَلَ الناسُ حُقُوقَهُم فَلا يُعطُونَها، فَيُفتَنُوا، ويَقتَتِلُوا، ويَتبَعُ القُراءُ أَهواءَ الأُمَراءِ، فَيَمُدُّونَهُم فِي الغَيِّ، ثُمَّ لا يَقصِرُونَ، فَقُلتُ: يا جِبرِيلُ، فِيمَ يَسلَمُ مَن سَلِمَ مِنهُم؟ قال: بِالكَفِّ، والصَّبرِ، إِن أُعطُوا الَّذِي لَهُم أَخَذُوهُ، وإِن مُنِعُوا تَرَكُوهُ».
قال يعقوب بن سُفيان: مُحمد بن حمير هَذا حمصي ليس بالقوي، وسلمة بن علي دمشقي ضعيف الحديث، وعمر بن ذر هَذا غير الهمداني وهو عندي شيخ مجهول، ولا يصح هَذا الحديث.
حديث آخَرُ:
- رُوِيَ عَن أَبِي هُرَيرَةَ، قال: قال رَسول الله صلى الله عليه وسلم: «أَنتُمُ اليَومَ فِي زَمانٍ مَن تَرَكَ عُشرَ ما أُمِرَ به هَلَكَ، وسَيَأتِي عَلَى الناسِ زَمانٌ مَن أَخَذَ بِعُشرِ ما أُمِرَ به نَجا».
قال أَبُو عَبد الرَّحمَن النسائي: هَذا حديث منكر راوَه نعيم بن حَماد وليس بثقة.